من المفارقات الملاحظة أن الجراد نقمة ، ونعمة ..
ظلت تلك المفارقة معادلة تقليدية في التعامل مع كائن الجراد الضعيف المخيف..
الجراد بوصفة آفة قد يُبيد مصدر الغذاء الاول من نباتات ، وأشجار ، ومحاصيل متسببا بخسائر ، ومجاعات ، وربما إبادات بشرية مهولة ؛ وبذلك تتابعت معارك بين فر ، وكر بين الجراد ، والإنسان غالبا الانسان يخرج منها بإصابات مؤلمة جدا وإن إنتصر في أغلب الجولات خاصة في الثلاثة عقود الأخيرة ..
باقتضاب أقول : حتى الإنتصارات الأخيرة لها تداعيات سلبية على الكائنات الحية الأخرى بما فيها الانسان ؛ إضافة لتلوث المياة ، والتربة ، والمزروعات بمتبقيات تلك المواد التي تُكافح بها أسراب الجراد الغازية ..
تلك المتبقيات قد تبقى لفترات طويلة او دائمة وبشكل مؤذي.
في المقابل يستفيد بعض البشر إما حاجة او متعة بتناول هذا الكائن ..
لذلك لابد من قلب الهرم بصورة تمكن الانسان من استيعاب تلك الآفة بطريقة تجعله مصدرا إيجابيا نعزز فية مكاسبنا ، ونقلل تكاليف المكافحة التي ترهق ميزانيات الدول ، وتربك أجهزتها المساندة ..
لقد آن الوقت لنعيد تقييم الموقف بناء على :
• تعديل طرق المواجهة للحد من التأثيرات السلبية على البيئة ..
• دراسة إمكانية الاستفادة من هذا الكائن ليصبح مصدرا للمواد الغذائية المتناقصة عالية الثمن إما للإنسان او للحيوان ..
فمن المهم تكليف او إلتفات الجامعات ، والمختبرات في تحقيق ذلك المطلب.
في اعتقادي أنه متى ما توجهت الهمم ، وعزَمت الجهات ذات العلاقة فقد تنجح بتفكيك المعادلة التقليدية مع آفة الجراد لتتحول الى نعمة ؛
بأن تكون جائحة الجراد طاقة إيجابية لزيادة الإنتاج الرأسمالي بما يعود على الاقتصاد بمنافع كانت معدومة او بالناقص ..
قاعدة : بإعادة التموضع ، وتغيير العلاقة بين مكونات الوضع السلبي نستطيع صنع المعجزات ..
وهكذا تتقدم الأمم..
ودمتم سالمين ،،،،،،،،
……..
د. إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية السعودية
القصيم – بريدة
